اليسار وأعداء السلام لفيدوروف – رعد تغوج

اليسار وأعداء السلام لفيدوروف
رعد تغوج
من عجائب التاريخ وفرائده، أن نصيب مصطلح “السلام” كان الأكثر تواترا، من حيث الكم والتنظير، في السرديات الماركسية، وكذا في الأدبيات الصهيونية، وذلك قبل أن يطرح يوهان غالتون رؤيته التفكيكية العابرة للتخصصات (السياسية والسوسيولوجية والنفسانية) للسلام، وذلك في مقالته البحثية المشهورة التي كتبها سنة 1971 في احدى منشورات معهد أوسلو للسلام، وكان عنوانها :
Violence, Peace And Peace Research
ودعا عالم الرياضيات والإقتصادي والسياسي وباحث السلام يوهان غالتون، إلى التفرقة بين ثلاثة أنظمة من السلام، هي:
حفظ السلام، وبناء السلام، وصنع السلام.
وهي المصطلحات التي تبنتها الأم المتحدة وغيرها من المنظمة الدولية المنشغلة في الإنتشار العسكري بغرض فرض السلام وادارة الصراع في المناطق الساخنة.
أما التأثيل الآخر الذي جاء به يوهان غالتون، فيتعلق حصرا في التفرقة بين السلام الإيجابي والسلام السلبي، فنصيب الأول هو العلاقات التعاونية الهرمية، من القاعدة الشعبية وصعودا نحو التعاون البيني، بين صناع القرار. بينما نصبب الثاني هو سلام تعقده بعض النخب وصناع القرار، ويتمثل في حالات الصراع العنيف أو الصراع الممتد حسب تعبير ادوارد عازار، يتمثل هذا السلام ب :
اجراءات وقف اطلاق النار ceasefire
تدشين معابر آمنة ومناطق آمنة buffer zones
اجراءات بناء الثقة confidence building meadurment
ومثال السلام السلبي هو اتفاقيات الهدنة والسلام بين اسرائيل والأطراف العربية، حيث لم يتم تسوية compromise حقيقية بين الأطراف، بهدف فض الصراع نهائياconflict resolutaion ، وانما جرى تهدئة الصراع ، وربما يكون الحل الأنسب وفق لعبة لا صفرية non zero sum game هي ما طرحه بيتر فالنستين، في الأدوات السلمية لفض الصراع عن طريق : (الآليات السبعة لفض الصراع) :
ترك الصراع للمستقبل left to future.
تغيير الأوليات priorities shifting.
وبعيدا عن هذا المقاربات التي تأخذ طابعا امبريقيا ، على الأقل خارج السياق القاري والأنجلوساكسوني البرغماتي، فالأدبيات الماركسية تزخر بدراسات السلام والتسوية، ويكفي الإشارة إلى أن لينين كان قد ألف كتابين في السلام. أما فيدوروف فإن العنوان الفرعي لطروحته حول السلام ” عن السياسة الأثمة للنظام الصهيوني في إسرائيل” . حيث كانت احدى وسائل البروباغندا هي اتهام الخصوم بالرجعية والظلامية ومعاداة السلام والشعوب !!!!

Leave a Reply

Your email address will not be published.