داعش : الزحف المدنس نحو التوحش
رعد تغوج
تحتم طبيعة تحليل ماكنة الإعلام الحربي لداعش، تفكيك آليات الاشتغال السردي لذلك الإعلام، وهي آلية تقوم على توظيف تقنيات “الحرب السيكولوجية” بما تتضمنه من الإشتغال على عدة مستويات منها :
– البروباغندا Propaganda
– ادارة الإشاعات Rumers management
– ادارة السمعة التراكمية Reputation management
– الفبركة السردية Fabrication doctrine
وفي عرف السيكولوجية الحربية، القائمة في جزء كبير منها على ما يسمى بالثورة في الشؤون العسكرية RMA، يهدف الفاعلون المنخرطون في الحرب النفسية إلى “إلحاق أشد الضرر بالخصم” عن طريق “عمليات نوعية عنفية شديدة السرعة” وذلك دون ترك مجال للخصم حتى بالإلتحام.
كيف تقوم داعش بذلك ؟ عن طريق خلق محتوى يتسم ب”الغرائبية” Fantastic Content ، وذلك لضمان درجة الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، وتكفي الإشارة إلى أن خبر من قبيل “كلب يعض مواطنا في منطقة أ” يختلف عن خبر من قبيل “مواطن يعض كلبا في منطقة أ” ، لهذا تتسم أخبار البروباغندا الحربية لداعش بأخبار من طبيعة فانتازية، من قبيل :
– داعش يأخذ الجزية من النصارى في ولاية نينوى.
– داعش يصدر جواز سفر الخلافة .
– وزارة الحسبة وشؤون المسلمين تقيم الحد على ب.
أما الجانب الآخر من هذا الإعلام فيقوم على على “ادارة التوحش” وهي السردية التي فاقت أعظم كتب فقه الدماء والإجرام في تراثنا، من تدوين الإسم الحركي “أبو بكر ناجي” ، فما هي عقيدة ادارة التوحش ؟
هنالك مرحلتين أو جانبين Two phases من مسارات “الجهاد” والحرب” الجانب الأول ينخرط فيه المقاتلون عند الثغور وفي الأصقاع المختلفة، لممارسة “جهاد الطلب” وجهاد الكف” معا، كذا لممارسة “الجهاد القريب والبعيد” حسب تنظيرات “العزام” .
وينخرط القسم الأخر، والذي لم تسعفه الأسلحة والمال والظروف لمحاربة العدو البعيد، بممارسة “شوكة النكاية والإجهاد”بحق الأنظمة والدول التي يعيش بها هؤلاء “الشرذمة” . وذلك عن طريق انهاك الأنظمة العربية “الديمقراطية المرتدة” من الداخل، وعن طريق الفتاوى غير المنظبة وادارة القلاقل الداخلية والتنظير العقدي والعقيدي للإنقسام المجتمعي، وبذا يتم التمهيد لأصحاب الثغور القدوم لزعزعة تلك الأنظمة بعد أن يكون أصحاب “شوكة النكاية والإجهاد ” قد مهدوا الطريق لذلك .
وتكفي الإشارة في هذا السياق إلى أن هنالك فرق بين “الحرب النفسية” وبين “العمليات النفسية” حيث يشتغل أصحاب العمليات النفسية في أوقات السلم والحرب معا، وأكبر مثال على هؤلاء ما مارسه اليهود في مصر خمسينيات القرن الماضي (مسلسل رأفت الهجان) عن طريق احراق مكاتب السفارة الأمريكية لضرب العلاقة بين مجلس الثورة والولايات المتحدة. وفي النهاية يقوم أصحاب العمليات النفسية (أو السلفية التكفيرية غير المسلحة في الأردن مثلا) بالعمل والإشتغال زمن السلم والحرب معا، ولعب دور المفسد Spoiler Role لكل ما تقوم به الحكومة أو الدولة.
Leave a Reply