آين راند : مدخل إلى الفلسفة الموضوعاتية

آين راند : مدخل إلى الفلسفة الموضوعاتية
ترجمة  رعد خالد تغوج
في المؤتمر الذي عُقد في راندوم هاوس، والذي كان مخصصا للمبيعات، وفي الوقت الذي سبق نشر كتابي ” أطلس مُستهجن “، قاطعني أحد بائعي الكتب متسائلا ومتحديا فيما لو كان بإستطاعتي أن أشرح فلسفتي الخاصة – الموضوعاتية – وأنا واقفة ً على قدمِ واحدة، وهذا ما يعني أنه يتحداني بأن أبسط مفاهيمي وجوهر فلسفتي إلى أقصى قدر ممكن، وقُمت بدوري ببسط فلسفتي أمام الملأ كما يلي :
تقوم الموضوعاتية على أربعة أُسس لا تقبل الأنفصال وهي :
أولا : واقعية الميتافيزيقيا الموضوعاتية،
ثانيا : سببية الأبستملوجيا،
ثالثا : الأخلاق والأنانية أو المصلحة الذاتية،
رابعا : السياسة الرأسمالية.
وأذا ما أردنا أن نُبسط هذه الفلسفة أكثر من ذلك، نستطيع طرح الافكار التالية :
1- الطبيعة لكي تُؤمر، يجب أن تُطاع ( هذه مقولة أقتبستها آين راند من الفيلسوف البريطاني فرنسيس بايكون في كتابه ” الأرجوان الجديد” ).
2- لا يمكنك أكل الكعك وإمتلاكه في نفس الوقت، فإما الأكل وإما الإمتلاك،
3- الإنسان هو غاية بحد ذاته، وليس وسيلة،
4- أعطني الحرية أو أعطني الموت.
إذا كان في مستطاع أي شخص أن يضع هذه المفاهيم ضمن نسق فلسفي متكامل، وأن يقتنع بها على الأقل في دخيلته، سيمتلك لا محالة النظام الفلسفي الشامل، والذي سيوجه مسار حياته عبر هذه القوانين، وتجدر الإشارة إلى أن وضع هذه الفلسفة في سياق تروتالي وفهما على أكمل وجه، دون الإقتصاص منها أو قرائتها بأسلوب إنتقائي، يحتاج إلى مجلدات ضخمة من الفكر والفلسفة لشرحها، لهذا لا يمكن شرح الفلسفة بطريقة مُبسطة كالتي تدعو إليها بعض الإتجاهات، وهذا هو الموقف السائد في ميدان الفلسفة اليوم، وخصوصا في الفلسفة السياسية.
وفي النهاية فإن فلسفتي الموضوعاتية تقوم على الأُسس التالية :
– الوجود الحقيقي كهدف وموضوع مُطلق، الحقائق هي الحقائق، مُستقلة عن رغبات الناس وشعورهم.
– السبب، هو وسيلة البشر الوحيدة لإدراك الواقع، وهو مصدره الوحيد للمعرفة، ودليله الوحيد للعمل( نُلاحظ أن آين راند هنا متأثرة بالبرغماتية الفلسفية)، ووسيلته الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.
– الفرد، كل فرد هو غاية بذاته، وليس وسيلة، أو وسيلة لغايات أُخرى، ويجب أن يوجد فقط لأجل بلده، ولا يضحي بنفسه من اجل مصلحة الأخري، ( نُلاحظ أيضا ميولها إلى الأنانية وتأثرها المطلق بفلسفة نيتشه)، والسعي من فرديته ومصلحته الذاتية وسعادته من نفسه، هو أعلى غرض أخلاقي يجب الوصول إليه.
– النظام السياسي الإقتصادي المثالي الذي يجب أن يُؤخذ بعين الإعتبار هو ” رأسمالية عدم التخل ” أي بصريح العبارة، رأسمالية السوق الحُر، الذي لا يتدخل في قوانين السوق إطلاقا، وهو النظام الذي يتعامل فيه الشخص مع شخص أخر نظيره، لا بموجب تلك المعادلة العرجاء، سادة وعبيد، أو جلاد وضحايا، لكن كتجار يٌمارسون الحرية المنفعية المتبادلة بينهم، هو النظام الذي لا يمكن لأي شخص أن يحصل على المنفعة عن طريق القوة أو استخدام الأسلحة، والحكومة فقط تقف كشرطي مراقب لما يحصل في هذه السوق الحُرة، في النظام الرأسمالي النقي يجب أن يكون هنالك فصل تام ما بين الدولة والأقتصاد، لنفس الأسباب إلتي فُصلت فيها الكنيسة عن الدولة في أوروبا.

Leave a Reply

Your email address will not be published.