#كلود_ريفيير #أنسنة_المجتمع_والدين رعد تغوج
يقول كلود ريفيير : “لا يوجد أديان دون مجتمع، ولا يوجد مجتمع دون أديان، فمجتمع من الملحدين يمكن أن يكون، بلا شك، مجتمعا بلا إله، ولكنه ليس بالتبعية فاقدا للدين أو الإعتقاد” تسعى أنثروبولوجيا الأديان الحديثة والمعاصرة، إلى تضمين مسلمة الأنساق الثقافية في مقدماتها الكبرى، على الأقل منذ مدارات كلود ليفي شتراوس النسبية، وخروج نسق القيمة من سردية “كليفورد غيرتز” الشهيرة حول تأويل الثقافات، وليس انتهاءا بدليل غوتنبرج إلى الأنثروبولوجيا، ودليل كامبريدج إلى ليفي شتراوس، وفي هذا الكتاب الذي يعتبر كلاسيكيا (الطبعة الأولى منه عام 1964) وترجمته الرديئة جدا (ترجم سنة 2015) يتناول ريفيير ذلك النسق للسيسو سياسي المعاصر في إحدى أجزاء هذا الكتاب، معبرا عن تحولات الدين ، أو العقيدة doctrine إلى دين معاصر، يتمثل بتحولات فرعية (شعائر، طقوس، رموز، ..) تتمثل بتصرفات سيسيولوجيا حديثة، قد يكون لبعضها جانبا أنثروبولوجيا. وتتبين ازمة التداخل بين الإجتماعي والأنثروبولوجي، لو طبقت طروحات “بندكت أندرسون” حول المجال العام والمجال الخاص، أو زحزحة مفهوم “التقليد” “الموروث” وتفكيك الملتبس والمتنازع عليه بين التخصصين، خصوصا أن حجة الأنثروبولوجيا تقوم على البحث عن أنساق “الأقلدة”و”الأورثة” التي تلقتها الدبلوماسية الحديثة والمعاصرة، فمعظم تلك الطقوس (رفع الأعلام، مراسم الإستقبال، بروباغندا اعلان الحرب، البلاغات الشعرية والإستعارات البلاغية لمندوبي الأمم المتحدة) هي تقاليد قديمة ترجع بعضها إلى العصر اليوناني، فكيف يمكن الزعم أن الخطاب الليبرالي السياسي المعاصر، القائم على الأخلاق العلمانية، ودستور الفردانية التي دشنها فلاسفة النهضة (توماس هوبز : الإنسان عدو لأخيه الإنسان،. ) كيف يمكن تفسير هذه الطروحات المعاصرة على أنها استبدال لنسق الدين الشعائري الطقوسي، بنسق لا يقل طقوسية وشعائرية عن العقائد الدينية، لكن تحت شعار الأخلاق العلمانية؟ هذه الإشكاليات التي تطرحها سلسلة كامبردج حول الأنثروبولوجية الإمبريقية، التي قامت في مرحلة أولى بوضع كاتلوجات وصفية خالصة لجميع الطقوس القديمة عن القبائل والعشائر المعاصرة (طقوس الزواج، الدفن والتكفين، تنصيب الحاكم والزعيم ، الطاعة والولاء) بعيدا عن ما طرحته المدرسة الفكرية الفرنسية المتمثلة بالفكر التحليلي التأويلي الخالص، وبعيدا عن خطابات العرب (بالتأكيد) التي ما تزال بعض النخب تطبق نماذج ماليونفسكي حول تبادل الهداية عل الشعر الجاهلي، أو نماذج شتراوس حول دورة الحياة عند تموز وعشتار وعشتروت وعلاقتها بالمعلقات!! دون أن تبدأ المرحلة الأولى (التي من المفترض أن تبدأ بها الأنثروبولوجيا) وهي المرحلة الوصفية الخالصة، وخصوصا أن المادة غزيرة (وفي باب الفقه على وجه الخصوص) كما أنها غنية بأبواب قد لا تعرفها ، أو تعد من اللامفكر فيه في السرديات الغربي.
Leave a Reply