تغذية العمليات الحربية في سوريا – رعد تغوج

تغذية العمليات الحربية في سوريا
رعد تغوج
تواترت التفسيرات المختلفة الشارحة لطبيعة الحاضنة الأيكيولوجية للعنف والصراع، حيث تشير التجربة المعاصرة إلى أن معظم أنساق العنف تتمركز في ذلك الحزام الواقع على طرفي خط الإستواء، بين مدار الجدي ومدار السرطان. حيث تشهد هذه الدول صراعات عنيفة وحروب إثنية دموية وجريمة منظمة، مع الإشارة إلى أن الصراعات العنيفة بين الدول في انخفاض مستمر على عكس العنف داخل الدول الذي يأخذ منحنى متزايد، وتكفي الإشارة إلى تقرير مركز systematic peace الذي جاء تحت عنوان :
Major Episodes of Political Violence (1946-2015)
فما هي الحواضن الأيكيولوجية لتنامي وتيرة العنف، وهل يمكن تطوير نموذج تنبؤي يمكن بواسطته الإشارة إلى أن المتغير (أ) إذا وجد مع عدد من المتغيرات الأخرى، يحدث العنف، أو بعبارة أخرى هل يمكن صياغة معادلة انحدار لوجستي logistic regression أو خطي أو استخدام السلاسل الزمنية، وغيرها من التقنيات الإحصائية، للتنبؤ بشدة وحدوث العنف في السنين المقبلة ؟
الإجابة عن هذا السؤال يتطلب تحليل الأنماط Patterns السائدة في الصراعات المختلفة، وتجميع تلك السمات المشتركة في العديد من المتغيرات( قد تصل إلى 80 مؤشر) وتقليصها عن طريق تقنة تحليل العوامل factor analysis; بحيث يمكن قياس قوة الرابطة، أو معامل التأثير correlation coeffeicent بين عدد من المتغيرات، مثل :
– العلاقة بين GDP والعنف .
– العلاقة بين مؤشر جيني والعنف.
– العلاقة بين التنوع الإثني وتنامي النزعة الإنفصالية في الحروب الإثنية.
– العلاقة بين عدد الحدود المشتعلة والعنف.
– العلاقة بين عدد السكان وطبيعة النظام السياسي والإنتخابي وتنامي النزعة الإنفصالية.
– العلاقة بين وفرة المصادر الطبيعية (النفط) والتدخل العسكري.
هنالك الكثير من العلائق التي ترتبط بالعنف، وتتساوق مع شدة intensity الصراع في البلد، فكيف يمكن النظر إلى تغذية العمليات الحربية في سوريا وتحديد مستقبل وخيارات التسوية الممكنة؟
في سبيل ذلك يمكن تطوير نموذج تحليلي على الشكل التالي :
نموذج موريس Moris model الذي يتكون من :
M : military
O : operation
R : Readiness
I : intelligence
S : Security
وتشير تلك الرموز إلى العوامل التي يحوي كل منها عدة متغيرات، وقبل وضع القيم وتكميم هذا النموذج رقميا، لابد من وضع اطار نظري وصفي للصراع في سوريا، يمتد من 2011 وحتى بداية 2017 ، وهذا الإطار هو :
Conflict Assessment Framework (CAF)
ويتكون من :
– خارطة أطراف الصراع Conflict map
– الأحجام الفعلية للأطراف ، أو تحليل قوى الشد العكسي Force field analysis .
– تحديد المواقف والإتجاهات والمصالح لكل طرف عن طريق نموذج البصلة Onion model.
ربط نموج البصلة بنموذجي Swot & Pest والذي يشمل :
عناصر القوة والضعف والفرص والتهديدات لكل من الجوانب السياسية والاقتصادية والسوسيولوجية والتكنولوجية، لكل طرف من أطراف الصراع.
– يمكن الإستعانة بمثلث الصراع ليوهان غالتنون، وتكميم هذا المثلث (بحذر) ويشمل :
السلوك المادي للأطراف ( قتل ، تعذيب، خطف، تفجير)
التناقضات البنيوية (انقسام مجتمعي، تمييز عنصري)
التوجهات (الصحافة والأيديولوجية ومشاعر الكراهية )
….
مثل هذه التحليلات كفيلة بتقييم الصراع السوري، وليس مجرد خواطر مثل التي نراها من بعض المتثاقفين والمتطاوسين (من الطاووس) ، فبعضهم ألف خمسة أو أكثر من الكتب والمئات من المقالات وهو لا يعرف أنواع الأسلحة التي تستخدمها الأطراف، ويقول ببرودة أعصاب أن منتمي داعش عددهم 60 ألف مقاتل!!!

Leave a Reply

Your email address will not be published.