ضافي موسى الجمعاني : سردية السجون والإنقلابات العسكرية والعمل السري ورئاسة اللجان القطرية والإقليمية
* رعد تغوج
لا تتطلب مراجعة ما كتبه السياسي العتيد وصاحب الخبرة والذاكرة العسكرية والسياسية والحزبية الموسوعية الذي هو ضافي الجمعاني، نقول تتطلب مذكراته مجرد قراءة أفقية أو عامودية لما سطره في سفره الضخم (أكثر من 300 صفحة) من أحداث سياسية ومواقف وطرف ومقابلات، خصوصا مع الراحل الملك حسين – رحمه الله- وغيرها من المواقف ..
فهذا الشاب التسعيني (ولد سنة 1927) التحق في الجيش العربي بعد أن تعلم الكتابة في مادبة، ودرس الثانوية العامة في مدرسة المطران، ليرشح بعد انضمامه للجيش العربي في مدرسة مرشحي الاحتياط في بريطانيا (Aulder Shot) وانضم إلى حركة الضباط (قبل حركة الضباط الأحرار) وكان شاهر اليوسف ومحمود المعايطة قد سبقاه للتنظيم.
شهد الجمعاني حروب 1948 و 1956 و 1967 و الكرامة الاردنية 1968 وحرب 1973 وما تبقى من انهزمات واخفاقات عربية.
ويقول عن سبب تأليفه هذه المذكرات :
” سألني سليمان أصغر أبنائي في إحدى زياراته لي في سجن المزة في دمشق وعمره ثمانية أعوام – قال ماذا استفدت من كل ذلك وقد أمضيت عمرك في السجون ؟ .. هذا السؤال المليء باللوم لطفل افتقد أباه وعمره حينها خمسة أعوام، هذا التساؤل المشروع، أوجب الرد فبدأت أكتب سيرة حياتي” اه
بعد أن عمل الجمعاني في المقاومة الشعبية والكفاح المسلح، اعتقل في دمش عام 1971 إثر انقلاب حافظ الأسد (يناديه الجمعاني بمقابلاته المتلفزة بحافظ أسد) وهو الانقلاب الذي أسماه البعثيون بالحركة التصحيحية، وأمضى في السجن ثلاثة وعشرين عاما هي عمر السنديان واللوتس، وعندما قابل الراحل الملك الحسين حافظا، ذات لحظة تقارب، قال له أريد ارجاع ضافي معي الى الاردن، فقال له حافظ سأخرجه لك من السجن كي يكمل باقي محكوميته في الاردن!!!
يبقى أن التمعن في هذه السردية يتطلب قراءة عنقودية لما تحويه من حوادث وذاكرة يشتاق لها الأردنيون.
وفي النهاية كان الأردن وما زال ، بجيشه العربي وقواته و عقيدته العسكرية (القتالية والإنسانية) ، جيشا عربيا لا تخطئ بوصلته أبدا :
يا ذان الجناحين هل من ريشة
خضبت بالنار، أحملها نورا للعرب
إحدى ذراعيك حول القدس دامية
يا ذا الجناحين، والأخرى على النقب
Leave a Reply