السيرة النوويّة للهراوة الإمبرياليّة
*رعد تغوج
كتب هذا الكراس “سياسة اليد الطولى” لمؤلفه بوريس دميترييف” ونشرته دار نشر وكالة نوفوستي في موسكو عام 1987م .
أمّا اليدّ الطولى التي ذهبَ اليها دميترييف فتلخصها جملة الرئيس الأمريكي ثيودور روزفيلت : “تحدثوا برفيق…. وامسكوا هراوة كبيرة في أيديكم …. وسوف تنتصرون” .
تلك هي العقيدة القتالية للنخبة الحاكمة الأمريكية، والتي يسميها دميترييف والماركسيّن عموماً بالطغمة العسكرية.
وكان أول حدث تاريخيّ يشي بتدشين هذه العقيدة، هو استيلاء الرئيس الدكتور تايلور على المكسيك عام 1846، وهي “أول حرب اغتصابيّة توسعيّة في تاريخ الولايات المتحدة، انتزعت بموجبها مناطق واسعة من المكسيك لتضم للولايات الأمريكية، منها تكساس وكاليفورنيا ومناطق واسعة أخرى أصبحت جزءاً من طوبوغرافية الولايات الأمريكية”.
وسارت امريكا على خطى هذه العقيدة العدوانية، بدءا بكوبا والتدخل العسكري في فيتنام واليابان واحتلال قناة بنما، وليس انتهاءا بتمويل الانقلابات العسكرية بامريكا اللاتينية وايران والشرق الاوسط وافريقيا.
يقول دميترييف أن الولايات الأمريكية حتى عام 1945 استخدمت قواتها المسلحة 160 مرة في الخارج، وتم ذلك 73 مرة دون اعلان الحرب.
يقول دميترييف عن التدخل السافر في ليبيا عام 1986 :
“قال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وهو مغرق بالتفكير : يا الهي .. لو أنهم قتلوا ابنتي ايمي قبل نحو 17 عاما مضت، لمضيت بقية عمري في التفكير في كيفية الاقتصاص من القاتل.
وذلك بعد مساهدته برنامجا اعلاميا عن السفن الامريكية التي وصلت سواحل ليبيا ، ووصول القاذفات الأمريكية طراز ” اف 111″ المتمركزة في انجلترا الى هنالك.. وانزال ضربات حانقة بالصواريخ على مدينتي طرابلس وبنغازي.. ومن بين الضحايا ابنة الرئيس معمر القذافي التي بلغت عاما ونصف فقط!!
وبعد قراءة «ارشيف السوء» الذي دونه دميترييف، حول سعار التسلح وامتلاك السطوة النووية، وهي خطابات تتواترُ في الأدبيات والسرديات اليسارية عموماً، يضافُ لها شحةٌ ايديولوجية سوفيتية، وفائضٌ من الربا التاريخي للكره والحقد العربي للإستعمار والغرب، انعكس على ترجمة تلك النصوص، هل يمكن اعتبار النص أدناه شحنة أيديولوجية غير موضوعية، أم مجرد وصف موضوعيّ للنزعة الأمريكية للهيمنة،؟ ،
Leave a Reply