إيفان تورغينيف : الحب المستحيل للأحلام – رعد تغوج

إيفان تورغينيف : الحب المستحيل للأحلام
رعد تغوج
يتقن “تورغينيف” كالسنجاب تماما فن التقاط البندق ليقدمه للمتلقي شهيا..
ويتفنن في التجوال بعيدا في حقول الرمان وزهر اللوز، يملىء سلة من الدراق الحامض مغطاة بأزهار التوليب للقارىء، ويغوص معه في لهب الشجن الإنساني..
ذلك هو الشرط الوجودي للكتابة، العيش على حافة الخطر دوما..
وﻷنها أقدس المهن، فقد تسلل الدنس إلى قداستها من الأبواب الخلفية التي قد تكون نقابة أو حزب أو حتى مجرد أوهام رومانسية رثة في زمن أصبح فيه العربي متطوعا على مدار اللحظة للعمل لصالح السلطة القائمة.
قصص الخلود الإنساني التي يبدعها “تورغينيف” مستوحاة من مدن بادت وأخرى اندرست، لا تختلف عن نوستالجيات المدن الخالدة كالأندلس التي دفعت مبدعا ك”أنطونيو جالا” أن يبدع مخطوطه القرمزي.
فقد سقطت للعرب في خريفهم العاري هذا غرناطات كثيرة، والعربي الذي كان ‘يدعو ﻷندلس إن حوصرت حلب’ – كما يقول درويش- لم تعد تلهمه تلك السرديات .. فيكفي أن يتحول المثقف إلى “غلام” برتبة “مأجور” من الطبقة الرابعة المربوطة بخط ساخن مع مسامير السلطة .. حتى تتم مبايعته كنجم لا يطلب منه إلا كتابة المقالات والخطب الصالحة لكل زمان ودمار وليس مكان !!.
أما تورغينيف فقد سدد وقارب؛ فأرهف كيف قارب.

Leave a Reply

Your email address will not be published.