إدارة الصراع في سوريا
رعد تغوج
تشير احدى تقارير معهد ستراتفور الإستخباري، إلى أن هنالك 400 جبهة قتال ساخنة في سوريا، يشتبك فيها النظام مع فاعلين من غير الدول، أبرزهم داعش وتحرير الشام والمثنى وخالد بن الوليد ولواء فاطمة ولواء الحسين، وغيرها من الجبهات.
والمشهد أكثر تعقيدا في حرب الديمغرافيا الدائرة هنالك، حيث أوردت عدة منظمات دولية أرقاما تخمينية لمنسوب الهجرة والنزوح، وذهب آلون بن مائير في مقالته (transcendconflict) إلى نزوح ما يزيز عن 11 مليون مواطن داخل سوريا، ما يعقد من اجراءات التسوية، التي رأينا أبرز نتائجها في خرق اتفاقيات الهدنة، وانتهاك مناطق وقف اطلاق النار، وتعثر اجراءات بناء الثقة في جينيف وأستانا.. وجميع هذه الأدوات تدخل في باب السلام السلبي negative peace كما أسماه يوهان غالتون، وقد أثبت الدرس الإمبريقي أن مثل هذه الإجراءات عادة ما يتم خرقها وانتهاكها، وأحيانا بعد بضع ساعات.
ويعود احدى أسباب التوتر الدائم في الحدث السوري إلى وجود قواعد عسكرية دائمة أو شبه دائمة في المنطقة، ومرة أخرى، فقد أثبت الدرس الإمبريقي (الكمي) أن الإنتشار العسكري أو وجود الناشرين moblizer في مناطق الصراع والتوتر، هو احد محفزات Main Triggers للصراع، ويمكن الرجوع إلى تقارير معهد سيبري sipiri لمعرفة الإنتشار في الحدث السوري، وربط ذلك بنموذج “أوليفر رامسبوثام” في التصعيد escalation والذي أحد أسبابه هو القواعد العسكرية.
وتشير احدى تقارير citizens for syria إلى وجود الألاف من منظمات المجتمع المدني في سوريا(فوق 7000 منظمة) تشتغل تحت أسماء مختلفة، مثل : منظمة، مبادرة،اتحاد، شبكة، حركة، مركز، مجلس.
وتشكل المنظمات الإنسانية ما نسبته 35،9% من هذه المنظمات، بينما تنحصر المنظمات الدينية الرسمية بنسبة 1،2% فقط. وهنالك 395 منظمة دولية تحت سيطرة المعارضة، و 126 تحت سيطرة النظام.
ما يعقد المشهد هو أن مثل هذه المنظمات وبهذا الكم الهائل، والمختصة في الصراع وادارته في سوريا فقط، لم تستطع ايجاد تسوية حقيقة، أو فض للصراع .. ولا أملك حاليا أرقاما حو منظمات الصراع التي كانت تعمل في يوغسلافيا السابقة والتي يمكن مقارنتها بالحدث السوري، لكن ما يتطلبه المنطق والعقلانية هو أن لا يرضى المجتمع الدولي والإقليمي بأقل من اتفاقية دايتون سورية جديدة، مع المحافظة على وحدة التراب السوري، والتركيز على المصير المشترك عبر تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وليس خصصة المصير والتنظير المستمر للدولة القطرية المنعزلة.
Leave a Reply